
إيمان مزمل الرشيد تكتب : مثلث المتعة… وضلعٌ رابع
ريام نيوز/بورتسودان ١٠ أبريل ٢٠٢٥م
هذه قصة من لحظة هادئة، كتبتها لأوثّق شعورًا عميقًا عشته مع القرآن الكريم، أكتبها بصوتٍ داخلي صادق، لعلّها تلمس قلبًا كما لمست قلبي لحظتها.
في كل مرة أريد أن أقرأ القرآن الكريم بنظام أو جدول محدد، أجد قلبي يقودني إلى غير ما خططت له
أُمسك بالمصحف بنيّة الالتزام، أضع أهدافًا واضحة، وأقول لنفسي: “هذه المرة سألتزم”،
لكن ما إن أفتحه، حتى تأخذني روحي إلى سور معيّنة، لا أدري لماذا، لكنها تجذبني دون إرادة مني.
كنت أُطمئن نفسي دائمًا: “اقرئي ما تحبين أولًا، ثم عودي لاحقًا لما في الجدول”
لكنني كنت أعلم أنني قد لا أعود، ولا بأس.
فأنا أجد في تلك اللحظات ما لا أجده في التخطيط.
أشعر أنني لا أقرأ فقط، بل أُخاطَب
وأن ما أحتاجه، ينتظرني حيث يأخذني قلبي حقًا.
اليوم، وبعد أن أنجزت مهمة طالما أخّرتها وشعرت بثقلها لوقت طويل، قررت أن أكافئ نفسي، ولأحتفل بيوم مميز لشخص أحبه.
حضّرت قهوتي كما أحب أن ارتشفها، وجلست وحدي، في هدوء لا يُقدّر بثمن لطالما احتجت إليه.
قلت لنفسي: “هذا وقتي، وسأستمتع به”.
ثم خطرت لي فكرة بسيطة، لكنها بدت وكأنها أُرسلت إليّ في اللحظة المناسبة. فسألت نفسي
“لماذا لا أدرس تفسير تلك الآيات التي أحبها، بتمعّن حقيقي؟”
أجابتني نفسي بشغف: نعم، لنفعل ذلك
بدأت، ووجدت متعة بطريقة لم أتوقعها.
لم يكن مجرد فهم، بل انكشاف عن معاني كنت أجهلها.
كأنّ بين كل كلمة ونبضي حوارًا خاصًا، وعرفت سبب ذلك الحب فسعدت أيما سعادة ووعدت نفسي بتكرار هذه التجربة مرارًا
ووسط هذا الهدوء، عادت إليّ عبارة لا أتذكر لمن كانت، لكني أحبها كثيرًا
“العزلة، القراءة، القهوة… مثلث المتعة.”
ويومها، عشتها حقًا، لا ككلمات تردد بل كحالة شعرت بها بكامل كياني .
وفي تلك اللحظة، شعرت أن هناك ما يكمل مثلث المتعة…
ضلع رابع لا يُرى، بل يُشعر.
روحٌ استراحت بالنور، وامتلأت بالرضا
هذا الضلع الرابع هو ما لا يمكن أن يُرى بالعين المجردة، بل يُشعر به في أعماق القلب، كأنّ النفس قد التقت مع لحظة السكينة، واكتملت في هذه الممارسة الروحية.