الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

إيمان مزمل الرشيد تكتب : بين شعارات الأمل وواقع الألم: صحة الأمهات والمواليد في السودان في اليوم العالمي للصحة

إيمان مزمل الرشيد تكتب : بين شعارات الأمل وواقع الألم: صحة الأمهات والمواليد في السودان في اليوم العالمي للصحة

ريام نيوز/ بورتسودان أبريل ٢٠٢٥م
في السابع من أبريل من كل عام، يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للصحة، وهي مناسبة تُذكرنا بأن العافية الجسدية والنفسية والاجتماعية ضرورة أساسية لاستمرار الحياة وبناء الأفراد والمجتمعات

ويأتي اليوم العالمي للصحة لعام 2025 تحت شعار إنساني بالغ الأهمية: “بداية صحية لمستقبل واعد”، ليسلط الضوء على محور رئيسي يتمثل في صحة الأمهات والمواليد. وهو نداء عالمي لإعادة النظر في الأولويات الصحية، وتعزيز الرعاية المقدمة للنساء خلال فترة الحمل والولادة، وللأطفال في بداية حياتهم ،فالأم السليمة هي نواة الأسرة واستقرارها، وهي القادرة على تربية جيل معافى وسليم والطفل الذي يُولد في بيئة صحية هو بذرة أمل لمجتمع سليم، أكثر تطورًا وإنصافًا.

واقع الصحة في السودان… وتعقيدات الحرب
في السودان، يعاني القطاع الصحي من تحديات عميقة تفاقمت بفعل الأزمات الاقتصادية والسياسية، وقد زادت الحرب  التي اندلعت في البلاد من تعقيد هذا الواقع المؤلم، لا سيما فيما يتعلق بصحة النساء والأطفال حديثي الولادة ،  فقد أدت الحرب إلى تدمير واسع للبنية التحتية الصحية، وإغلاق مئات المراكز والمستشفيات، كما فُقدت سلاسل الإمداد بالأدوية والمستلزمات الطبية.
النساء الحوامل والمواليد الجدد كانوا – ولا يزالون – من أكثر الفئات تضررًا مئات النساء وجدن أنفسهن مضطرات للولادة في ظروف غير آمنة، دون إشراف طبي أو تجهيزات أساسية، وأحيانًا في مراكز إيواء أو أماكن نزوح تفتقر لأبسط مقومات الحياة كما أن تدهور الوضع الأمني حال دون وصول القابلات أو مقدمي الرعاية الصحية، ما فاقم المخاطر على حياة الأمهات والمواليد من نزيف، عدوى، ومضاعفات الولادة في بيئة غير مهيأة أصبحت تهديدًا حقيقيًا لحياة النساء. أما الأطفال حديثو الولادة، فكثير منهم لا يحصلون على الرعاية الأساسية في أيامهم الأولى، ما يهدد حياتهم منذ لحظاتهم الأولى.

دعوة للتحرك من أجل الأمهات والأطفال
اليوم العالمي للصحة هذا العام ليس مجرد احتفال رمزي، بل يمثل دعوة عاجلة للتحرك. فصحة الأم ليست مسؤولية فردية فحسب، بل مسؤولية مجتمعية، ووطنية، وعالمية. وهذه دعوة لحماية الأمهات والمواليد، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات والحروب، حيث تصبح كل ولادة معركة من أجل الحياة، وكل ابتسامة طفل بداية أمل رغم الألم.

نحو مستقبل أفضل
ورغم هذا الواقع الصعب، فإن السودان يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التعافي وفي هذه المرحلة تبرز فرصة حقيقية لإعادة بناء نظام صحي عادل، يُلبي احتياجات جميع المواطنين، ويمنح الأمهات وأطفالهن الرعاية التي يستحقونها.
إن شعار هذا العام، “بداية صحية لمستقبل واعد”، يجب أن يكون بوابة نحو التغيير فلنجعل من هذه البداية نقطة تحوّل، نرسم بها غدًا أكثر إنصافًا، ونُنهي بها ماضيًا غير عادل في تقديم الخدمات الصحية
فبداية صحية اليوم… تعني مستقبلًا آمنًا وغدًا أكثر إنسانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى